هذا يعني علينا ان نمتلك ثقافة جديدة بالسلوك غير المنطوق (لغة الجسد) لانها هي التي تزودنا بأفضل المفاتيح لمعرفة مشاعر الفرد الداخلية بشكل منفصل تماما عن حديثه ، وما اذا كانت اللغتان (اللفظية وغير اللفظية) متطابقتين بالمعنى ، او ان احداهما تحمل معنى يناقض ما تحمله اللغة الاخرى ، فتكون في حيره..ايهما تصدّق: كلامه ام لغة جسده؟. بل ان لغة الجسد نفسها قد تحمل معاني متناقضة، فالراحتان المفتوحتان تقترنان عادة بالنزاهه، ولكن عندما يبسط المزيّف (المنافق) راحتيه ويبتسم لك وهو يكذب، فان اشارات اخرى تفضحه كأن يرتفع احد حاجبيه او ترتعش زاوية فمه. وتشير الدراسات الى ان كثيرا من السياسيين هم خبراء في تزييف لغة الجسد بهدف حمل الناخبين على تصديق ما يرددون من اقوال، والسياسي الذي يفعل ذلك بنجاح يقال عنه انه يتمتع بكاريزما ، فيما يفشل اخرون كما حصل مؤخرا لسياسي عراقي صرف ملايين الدولارات في دعاياته الانتخابية ولم تحصل قائمته حتى على مقعد واحد!..مع أننا أسدينا له نصيحة لوجه الديمقراطية!.
في ضوء ذلك يتبين كم هي مهمة لغة الجسد، لكن معرفتنا بها تكاد تكون عامة أو سطحيه. ولانها مهمة في فهم الآخرين ونواياهم الحقيقية، ولانها المفراس الذي يفرز لك الصدق من الكذب.. فأننا سنزودك بأهم مفاتيح هذه اللغة.. بادئينها بلغة العيون .