(74)
لا يمكن القبول بصمت المجتمع الدولي على الجرائم والإجراءات العنصرية الإسرائيلية
رئيس الوزراء الإسرائيلي يعمل جاهداً لتفجير الوضع وتصريحاته حول المسجد الأقصى المبارك هي محاولة لتزوير التاريخ وقلب الحقائق وتشريع تغيير الوضع الذي كان قائماً في القدس
الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضنا هو جذر الصراع والاستيطان والمستوطنون هما مصدر الإرهاب
استهل #مجلس_الوزراء جلسته الأسبوعية التي عقدها اليوم الثلاثاء في مدينة رام الله برئاسة الدكتور #رامي_الحمد_الله #رئيس_الوزراء، بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، شهداء الهبة الشعبية الذين بلغ عددهم أكثر من ستين شهيداً منذ مطلع هذا الشهر، والذين رووا تراب فلسطين بدمهم الطاهر، مؤكداً أن دماء شهدائنا لن تذهب هدراً، وأن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس لن تقبل بأي حل لا يرتقي لمستوى دماء الشهداء والتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا في كافة المراحل النضالية، منذ وقوع فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي ينهب الأرض بالاستيطان، ويعتدي على القدس والمقدسات، ويصادر الحقوق والحريات، ويعمل على تزوير التاريخ والتراث الوطني والديني والثقافي في فلسطين، ويرتكب أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
وأشار المجلس أن على المجتمع الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة اتخاذ قرارات حاسمة بوضع الهدف الواضح والأسس المرجعية لأي مفاوضات، ووضع الجدول الزمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، وإزالة الاستيطان، وحل قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين استناداً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، والإفراج عن الأسرى والتعامل معهم كأسرى حرب على أساس القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأضاف المجلس إن الاحتلال الإسرائيلي القائم على الغرور وغطرسة القوة، الجاثم على أرضنا منذ ثمانية وأربعين عاماً هو جذر الصراع، وأن الاستيطان والمستوطنين هما مصدر الإرهاب، وأن الحكومة الإسرائيلية تقوم على أساس التطرف والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، وتبني سياساتها على التضليل والخداع والافتراءات التي حدت برئيس الحكومة الإسرائيلية إلى حد تزوير تاريخ اليهود الذي أثبتته المحاكم الدولية والسجلات التاريخية، ليبرر الجرائم التي يرتكبها ويحرض على المزيد من الجرائم بحق شعبنا، ويتخذ القرارات العنصرية الخطيرة، ويعمل جاهداً على تفجير الأوضاع في كافة الأراضي الفلسطينية من خلال سياسة الحكومة العدوانية والإرهابية.
ودعا المجلس المجتمع الدولي هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان لمحاسبة إسرائيل على جرائم القتل والإعدامات الميدانية التي ارتكبتها مع سبق الإصرار بحق أبناء شعبنا وأطفالنا، مجدداً الدعوة إلى توفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا ومقدساتنا، وإلى تحرك عربي وإسلامي ودولي جاد يتناسب مع حجم مخاطر وتداعيات هذه التصريحات والجرائم العنصرية البشعة التي تنذر ببدء تنفيذ مخططات خطيرة ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل.
وشدد المجلس على أن الهبة الشعبية الفلسطينية هي رسالة للاحتلال وللعالم أجمع، بأن شعبنا سيدافع عن نفسه وعن كافة حقوقه المشروعة التي يكفلها القانون الدولي، ولن يرضى باستمرار احتلال وطنه ونهب أرضه والاعتداء على مقدساته وارتكاب الجرائم بحقه من قبل جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين، وأن شعبنا مصمم على البقاء على أرض وطنه وسيواصل صموده وكفاحه ونضاله بالوسائل المشروعة حتى إنهاء الاحتلال ونيل حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة.
وأكد المجلس على أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول المسجد الأقصى المبارك ما هي إلا محاولة لتزوير التاريخ وقلب الحقائق وتشريع تغيير الوضع الذي كان قائماً، وحرف الأنظار عن الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية وإجراءاته التعسفية والعنصرية في القدس، مؤكداً بأن مفهوم وتعريف الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك هو الوضع الذي كان سائداً منذ العهد العثماني ولاحقاً في فترة الانتداب البريطاني ومن ثم خلال العهد الأردني حتى سنة 1967م، وظل سائداً إلى حد كبير حتى سنة 2000، وهو أن إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك من جميع النواحي، وليس بادعاء تحسين شروط دخول المصلين إلى المسجد الأقصى الذين يمرون عبر الحواجز ونقاط التفتيش الإسرائيلية، واستمرار جدار الفصل العنصري الذي يعزل المدينة المقدسة، مؤكداً أن الوضع الذي كان قائماً في القدس يقتضي الإقرار بعروبة القدس وأن المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين لا يجوز لليهود استباحته ودخوله وفرض أمر واقع جديد فيه لا بحجة زيارته ولا بأي حجج أخرى، وستبقى القدس مدينة فلسطينية، وعاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، حاضرة عربية إسلامية، وأن المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ملك إسلامي ولا جدل على هويته الخالدة خلود الرسالة المحمدية، سيبقى مسجداً إسلامياً عصياً على الانكسار مهما تصاعدت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بتضحيات أبناء شعبنا الصامد المرابط دفاعاً عن حاضر القدس ومستقبلها ومقدساتها.